
استعراض لقطاع الدواجن
بقلم شير ميهتا
تحتل المملكة
المرتبة الثالثة عالميا
في استهلاك لحوم الدواجن ومنتجاتها
انتاج المملكة سنوياً
مليار بيضة
5.4
مليار طائر
1.3
ويتوقع أن تصل إلى
مليار دولار
5.62
بحلول عام 2030
معدل نمو سنوي مركب بنسبة 1.90%
قيمة سوق الدواجن السعودي
مليار دولار
5.14
في عام 2025
73.85%
ارتفاع في إنتاج لحوم الدواجن في المملكة العربية السعودية من عام 2017 إلى عام 2022. حيث ارتفع اعتماد البلاد على إنتاج لحوم الدجاج المحلية من 45% في عام 2016 إلى 68% في عام 2022.

قطاع الدواجن في السعودية
نقاط القوة والتحول الكبير من الاستيراد إلى الاكتفاء الذاتي
.jpeg)
اسلام زوين
نظرة عامة
هل تتذكر تلك الأيام عندما كنا نذهب إلى محل الدواجن مع الوالد، فننتقي دجاجة حية، ثم تُذبح أمامنا، وتوضع في برميل لدقائق، ثم تُغمس في الماء المغلي، ونبدأ بنتف الريش يدويًا؟ كل شيء كان فوضويًا،لكنه طبيعي بالنسبة لنا. كنا نأخذ الدجاجة كاملة إلى البيت لتُطهى كما هي، صدر، وفخذ، وجناح، ورقبة، وحتى الأحشاء!
ما الذي حدث اليوم؟ كيف تغيّرنا نحن كمستهلكين، وكيف استطاعت شركات الدواجن إعادة تشكيل ذوق وسلوك مجتمع بأكمله؟
على مرّ السنين، تطوّرت صناعة الدواجن في السعودية، ولم يقتصر هذا التطور على تغيير أساليب الإنتاج فحسب؛ وإنما كان تحوُّلاً واعياً شمل الممارسات الثقافية والسلوكيات الاستهلاكية.
ولم يعد اهتمام الشركات مقتصراً على تربية الدواجن فقط؛ بل لقد عمدتْ إلى إعادة هيكلة استراتيجيات الإنتاج بما يتلاءم مع أنماط الحياة السريعة الإيقاع.
كما لم يعُد الأمر قاصراً على تقديم دجاج كامل، فصارت الشركات تقدم الآن عروضاً مُحدّدة بدرجات متفاوتة، ما بين صدور دجاج مخليّة من العظام، وأفخاذ دجاج مُتبّلة، وأجنحة جاهزة للشواء، فضلا عن منتجات مطهوّة بشكل كامل أو جزئي. وتكتمل عملية التحوّل هذه بتغليف ابتكاريّ أنيق، وبإرشادات سهلة تتعلق بطريقة الطهي، فضلاً عن عملية تسويق استراتيجية.
كما توجد اليوم مسالخ الدواجن الحديثة والتي تعمل وِفق نظام صارم وإشراف حكومي دقيق، بما يضمن سلامة الإمدادات الغذائية ويطبّق أنظمة فعّالة في إدارة المخلفات، للتعامل مع المنتجات الثانوية في عملية تجهيز الدواجن.
وما شهدناه خلال العقود الثلاثة الماضية تقريبا في هذا القطاع الحيوي ليس مجرّد تحوّل في استراتيجية حكومية؛ فالمستهلكون اليوم لديهم وعيٌ مرتفع، ويقدّمون الجودة على العشوائية عبر الانتقاء، كما أن لديهم ثقافة غذائية فيما يتعلق بمقادير السُعرات الحرارية وبمصادر البروتين.
وتتنوّع اختيارات المستهلكين تبعاً لأنماط حياتهم، سواء كانوا رياضيين، أو يحترفون مِهَناً معيّنة، أو كانوا أفراداً ضِمن عائلات.
ايضاً عاداتُ الطهي، شهدت تطوراً كبيرا؛ فلم نعُد نطهو بالطُرق ذاتها التي كانت تستخدمها جدّاتُنا. ففي عالم اليوم، نعطي أولوية للراحة وللسرعة.
وتتبنّى السعودية رؤية تحويلية في قطاع الدواجن والأمن الغذائي من منظور أشمل؛ لا تنتهي حدودها عند تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنما تتجاوز ذلك إلى أن تصبح مركزا إقليميا رائدا في التصدير أيضا.
وتستهدف استراتيجية المملكة في هذا القطاع تدشين بِنية تحتية قوية تغطّي سلسلة التوريد بكافة مراحلها، بداية من المزرعة ووصولاً إلى مائدة الطعام. وعبر دعم مرافق التجهيز، والخدمات اللوجستية، وشبكات التوزيع، تستهدف السعودية تأمين ما يكفي من الإنتاج الداجني محلياً، ما من شأنه أن يعمل على استقرار الأسعار.
وبالاستثمار في أساليب تربية حديثة للدواجن، وتقديم تغذية محسوبة، وتطبيق إجراءات الأمن الحيوي - تستهدف السعودية تعزيز كفاءة مزارع الدواجن وزيادة إنتاجها. هذا التركيز الاستراتيجي على الابتكار أدى بالفعل إلى إنتاج أعلى من حيث الجودة، وأكثر في الكمية من لحوم الدجاج وبَيض المائدة.
كما يمكن للقائمين على هذا القطاع في القطاع الحكومي والقطاع الخاص توجيه خيارات المستهلكين في القطاع الغذائي، بما في ذلك الدواجن، من أجل خلق الطلب المتزايد عليها والترويج لأطبقانا الشهيرة، فالطعام مرتبط بشكل وثيق الهوية الثقافية. ويمكن أيضا توجيه خيارات المستهلكين بما يتلائم مع عادات الأكل الصحية، للحدّ من مشكلات الصحة العامة كالسِمنة، وسوء التغذية، وهو ما ينعكس إيجابا على الناتج المحلي الإجمالي.
وتتزايد أعداد أولئك الذين لديهم ثقافة غذائية عالية في المملكة العربية السعودية، ممن يدركون القيمة الغذائية للطعام الذي يستهلكونه، ويعرفون موارد الأطعمة ومراحل إنتاجها.
الأهمّ من ذلك، هو أن المنتجين يمكن أن يعالجوا مشكلة المخلفات الغذائية وبواقي الأطمعة - وذلك عبر تقديم كميات محدّدة، ومكوّنات جاهزة للاستخدام، إلى المستهلكين. ومن شأن تقديم أغذية ذات كميات محددة من البروتين أن يقلّص من الهَدر الغذائي الذي ينتهي به المطاف في مدافن النفايات، كما أن ذلك يُسهم في تعزيز نظام غذائي مستدام.
والآن، إذا نحن طبّقنا تلك الرؤى المكتسَبة من قطاع الدواجن على قطاعات غذائية أخرى، كاللحوم الحمراء والأسماك والخضروات، فستصبح أمامنا حينئذ فرصةٌ سانحة لإعادة التقييم والابتكار في مشهد إنتاجنا الغذائي والاستهلاكي بشكل عام في المملكة.
وسواء أكانت دواجن، أو لحوماً حمراء أو خضروات، فإن الأطعمة لم تعُد مُجرّد سِلَع تُنتَج وتُستهلَك، وإنما أصبحت بمثابة عناصر مُهمّة في خبرة إنسانية ذات أبعاد ثقافية وعاطفية واقتصادية واجتماعية. عندها، لن نكتفي فقط بإنتاج الغذاء، بل سنُعيد بناء علاقة الناس به.
وختاما، ما بين مشهد الذبح اليدوي بالأمس، ورفوف الفيليه المبرد اليوم في "السوبرماركت"، هناك قصة تغيير حقيقي، صامت، لكنه عميق. فالتغيير الذي حدث في قطاع الدواجن السعودي ليس في المصانع فحسب، بل في عقولنا نحن المستهلكين، وهذا في حد ذاته، إنجاز يستحق أن نتأمله.
الطريق إلى الاكتفاء الذاتي
.png)
قطعت المملكة العربية السعودية أشواطاً كبيرة في هذا المجال، حيث كانت نسبة الاكتفاء الذاتي من الدواجن
45%
في عام 2016
68%
في عام 2022
71%
في عام 2023
مُستهدف
80%
في عام 2025
ولدعم هذا الهدف، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استثمارات كبيرة تبلغ قيمتها الإجمالية 4.5 مليار دولار أمريكي في قطاع إنتاج الدواجن، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية السنوية إلى 1.3 مليون طن متري من الدجاج اللاحم. كما تهدف المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن بنسبة 90% بحلول عام 2030.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تزيد الطاقة الإنتاجية للدواجن المحلية بحوالي 594 مليون طن. ومن المفترض أن يساعد هذا التوسع في تلبية الطلب الإضافي المتوقع الذي يبلغ حوالي 405 مليون طن بين عامي 2023 و2030، مما يعزز الاكتفاء الذاتي في هذه الصناعة.

الدعم الحكومي لقطاع الدواجن
لا يزال الدعم الحكومي يمثل حجر الزاوية في نجاح صناعة الدواجن في المملكة، ففي عام 2024، واصلت المملكة العربية السعودية مساندة قطاع الدواجن من خلال توفير الدعم للأعلاف، وتدابير الأمن الحيوي، والمعدات الحديثة. ويؤدي صندوق التنمية الزراعية في المملكة دورا حيويا في تمويل التطورات التكنولوجية في هذه الصناعة، مما يمكّن المزارعين من تعزيز كفاءتهم الإنتاجية.
وتشمل المؤسسات الرئيسية المشاركة في دعم الزراعة بالمملكة كلا من وزارة الزراعة والمياه، والبنك الزراعي العربي السعودي، والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.
كما أن وزارة البيئة والمياه والزراعة طبقت معايير مبادرة سعودي جاب - المتعلقة
بتطوير الممارسات الزراعية الجيدة في المملكة - على مزارع الدواجن، مع التركيز على رعاية الحيوان، والاستدامة البيئية، وضمان الجودة. وتقدم وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة إعانات سنوية لدعم منتجي الدواجن المحليين بهدف زيادة الاكتفاء الذاتي.
ويوفر صندوق التنمية الزراعية، وهو مؤسسة حكومية رئيسية، الدعم المالي لمختلف المشاريع الزراعية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، بما في ذلك تلك التي تعمل في قطاع الدواجن. ويهدف الصندوق إلى تعزيز الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية من خلال تشجيع استخدام التقنيات الحديثة. ويهدف هذا النهج إلى زيادة الاكتفاء الذاتي في إنتاج الدجاج اللاحم، ويشجع المزارعين على تبني ممارسات فعالة لتحسين عمليات الإنتاج.
ويدعم هذا الصندوق مجموعة من مشاريع الدواجن، وأهمها:
• مشاريع الدجاج اللاحم: التي تركز على تربية وتسمين الدجاج لإنتاج اللحوم.
• مشاريع أمهات الدجاج اللاحم: وهي مشاريع لإنتاج البيض المخصب الخاص بالدجاج اللاحم.
• مشاريع الدجاج البياض: وهي مخصصة لإنتاج بيض المائدة.
• مشاريع الفقاسات: والتي تتضمن حضانة وتفريخ البيض المخصب.
• مشاريع أمهات الدجاج البياض: وهذه هي التي تنتج البيض المخصب الذي ينتج منه الدجاج البياض.
• مشاريع الجدات: وهي المشاريع التي تنتج البيض المخصب الذي تنتج منه أمات الدجاج اللاحم والبياض.
وفي إطار الاستراتيجية الزراعية الجديدة للمملكة العربية السعودية للفترة من 2021 إلى 2025، يهدف صندوق التنمية الزراعية إلى زيادة إنتاج الدجاج اللاحم بشكل كبير. والهدف هو زيادة الإنتاج من 947,000 طن في عام 2020 إلى 1,362,000 طن بحلول عام 2025. ويهدف هذا النمو إلى رفع مستويات الاكتفاء الذاتي إلى 80% بحلول عام 2025، مقارنة بأكثر من 68% في نهاية عام 2022.
وتشكل القروض التي يقدمها صندوق التنمية الزراعية لمشاريع الدواجن جزءا كبيرا من إجمالي ما يقدمه من تمويل زراعي. وعلى وجه التحديد، تمثل هذه القروض 25% من جميع المشروعات الزراعية المعتمدة، وتمثل 35% من إجمالي قيمة قروض هذه المشروعات.
كما يقود التعاون الدولي أيضا النمو في هذا القطاع، فقد استثمرت شركات كبرى مثل تايسون فودز (Tyson Food) وشركة بي آر إف (BRF) في شركات الدواجن السعودية، حيث جلبت خبرات وتقنيات ورؤوس أموال قيّمة لتعزيز الإنتاج المحلي. وتعد هذه الشراكات ضرورية لمساعدة المملكة العربية السعودية في تحقيق أهداف رؤية 2030، وترسيخ مكانتها كلاعب بارز في سوق الدواجن الإقليمي.

وقد أدى دمج التقنيات المتقدمة، مثل تقنيات الزراعة الدقيقة، والأنظمة الآلية، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية في تربية الدواجن. وتعالج هذه التقنيات التحديات المتعلقة بالأمن البيولوجي والاستدامة البيئية.
وأدت الاستثمارات الضخمة التي نفذتها الشركات المحلية والدولية، مثل خطة توسعة شركة المراعي بقيمة 1.8 مليار دولار، واستثمارات شركة بي آر إف (BRF) في مرافق التشغيل، إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للبلاد، وتعزيز تدابير الأمن الحيوي في صناعة الدواجن.
كما أدى الإلزام بضرورة الحصول على شهادة الذبح الحلال في المملكة العربية السعودية إلى زيادة الطلب على الدواجن المنتجة محليا، مما يضمن توسعا مطردا في السوق، وولاء قويا لدى المستهلكين. كما يتماشى ذلك مع العادات الثقافية والدينية في المملكة، مما يدعم الفرص المحلية والتصدير على حد سواء.
وقد أدى التوسع في البنية التحتية للتجارة الإلكترونية إلى إنشاء 36,447 متجرا إلكترونيا في عام 2021، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 69.25% مقارنة بعام 2018، وإقامة نظام بيئي رقمي قوي للتوزيع في سوق الدواجن.
المحركات الرئيسية لقطاع الدواجن السعودي
يعد الطلب المتزايد على الدواجن كمصدر بروتين متعدد الاستخدامات، وبأسعار معقولة، مدفوعا بالنمو السكاني والعادات الغذائية المتغيرة، محركا مهما من المحركات الرئيسية في قطاع الدواجن. ويدعم هذا الاتجاه التوسع الحضري، واعتماد العادات الغذائية الغربية، لا سيما بين فئات الشباب. وقد أدى النمو السكاني المتزايد والطلب المتزايد على مصادر البروتين السهلة وذات الأسعار المعقولة إلى أن تصبح تجارة لحوم الدجاج في المملكة العربية السعودية مكونا رئيسيا في الاقتصاد الغذائي في البلاد.
كما أن المناخ الدافئ في المملكة العربية السعودية يسمح بإنتاج الدواجن على مدار العام، مما يقلل من التقلبات الموسمية في الإمدادات. كما أن توفر مساحات من الأراضي الشاسعة يسهل عمليات الإنتاج على نطاق أوسع، ويوفر سهولة الوصول إلى موارد الأعلاف، مما يجعل البلاد مركزا واعدا للتصدير.
التحول الكبير في إنتاج الدواجن
تحول قطاع الدواجن السعودي من مجرد مسالخ غير منظمة، وممارسات فردية إلى قطاع منظم وفعال للغاية (من السبعينيات إلى أوائل عام 2025).
مراحل تطور قطاع الدواجن في المملكة:

أ . التطور المبكر (السبعينيات والثمانينيات)
قدمت الحكومة دعما ماليا كبيرا، بما في ذلك قروض بدون فوائد، وإعانات لشراء المعدات، لتشجيع التنمية الزراعية. وفي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بدأت الحكومة في إنشاء صناعة دواجن حديثة ذات نظم إنتاج متكاملة، بما في ذلك مرافق التربية والتفريخ والتجهيز.
حيث استفادت مزارع الدواجن التجارية بشكل كبير من الحوافز الحكومية ونمت بسرعة خلال فترة الثمانينيات.
كما أدت مبادرات الحكومة إلى نمو سريع في مزارع الدواجن التجارية خلال الثمانينيات. وجرت تربية الدجاج في ظروف مناخية خاضعة للرقابة، مما يعكس اعتماد ممارسات الزراعة الحديثة. وعلى الرغم من النمو الكبير، كان الإنتاج المحلي للدواجن لا يزال يلبي أقل من نصف إجمالي الطلب بحلول نهاية الثمانينيات.
وظل القطاع معتمداً على الأعلاف والمعدات المستوردة، مما سلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من مبادرات الاكتفاء الذاتي.
ب. التوسع والتكامل (التسعينيات إلى 2009)
بحلول تسعينيات القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، رسخت المملكة العربية السعودية مكانتها كمنتج كبير للدواجن في الشرق الأوسط، وأصبح القطاع أكثر تكاملاً، مع تحكم الشركات في المراحل المتعددة للإنتاج.
وقد تحقق ذلك من خلال برنامج الحكومة للقروض بدون فوائد لمزارع الدواجن الجديدة والقابلة للاستمرار. وبالإضافة إلى ذلك، وفر برنامج الدعم الذي بدأ في أواخر السبعينيات المساعدة المالية من خلال تغطية 25% من تكلفة معدات الدواجن المختارة.
ثم أدخلت الحكومة أيضا خطط دعم جديدة لمساعدة منتجي الدواجن المحليين، فعلى سبيل المثال، ساعد برنامج أطلقته الحكومة في عام 2004 مزارع الدواجن على بناء مرافق التخزين البارد، وشراء شاحنات مبردة، واقتناء معدات مثل آلات الفرز، وآلات التعبئة والتغليف في المزارع. وخلال هذه الفترة أيضا، كان هناك اعتماد تدريجي لممارسات وتقنيات زراعية متقدمة، مما عزز الكفاءة والإنتاج.
ج. الفترة: 2010 إلى 2019
وضعت المملكة العربية السعودية هدفا يتمثل في زيادة الاكتفاء الذاتي في إنتاج الدواجن، وبحلول عام 2016، بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي هذه حوالي 45%، ثم ارتفعت لتصل إلى 68% بحلول عام 2022.
وشهد قطاع الدواجن تطورات تكنولوجية كبيرة، بما في ذلك استخدام تقنيات الزراعة الدقيقة، والتحول إلى التقنيات الآلية، وذلك لتحسين الكفاءة والاستدامة.
د. من عام 2020 إلى أوائل 2025
وصل إنتاج الدواجن في المملكة إلى 900 ألف طن متري في عام 2023، مع توقعات بمزيد من النمو. وبدافع من هدف المملكة المتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 90% في قطاع الدواجن بحلول عام 2030، تشهد هذه الصناعة توسعات كبيرة في الطاقة الإنتاجية، وذلك بسبب الحوافز المتميزة التي تقدمها الحكومة. وتشمل الركائز الرئيسية لبرنامج الحوافز الحكومي ما يلي:




القروض المدعومة
يقدم صندوق التنمية الزراعية قروضاً مدعومة لدعم إنتاج الدواجن.





الإعانات
تقدم وزارة البيئة والمياه والزراعة إعانات على بيض التفريخ/الصوص في عمر يوم واحد، والدجاج اللاحم





حوافز الاستثمار الأجنبي
تُدعى الشركات الأجنبية للاستثمار في سوق الدواجن السعودية بحوافز مختلفة، مثل حقوق الملكية بنسبة 100%، والحصول على دعم قائم على الإنتاج.





دعم الطاقة
يُقدم الديزل المدعوم، والكهرباء المدعومة، بأسعار أقل من المستويات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، حفزت الحكومة قطاع الدواجن المحلي من خلال إلزامها بتوفير أكثر من 70% من محتوى عقود توريد الأغذية المقدمة للهيئات الحكومية من مصادر محلية. وبالتالي، تستخدم العديد من شركات التموين السعودية الدجاج المحلي بنسبة 100% عند تقديم الخدمات للمؤسسات الحكومية، مثل الجيش، والمستشفيات، والجامعات، امتثالاً لهذا الشرط. ونتيجة لذلك، حققت أحجام مبيعات الدواجن الطازجة معدل نمو سنوي مركب بنسبة 9% بين عامي 2021، و2023.
.png)
الجهات الفاعلة الرائدة في قطاع الدواجن السعودي

دواجن الوطنية:
وهي أكبر منتج للدواجن الطازجة في المملكة العربية السعودية، بطاقة إنتاجية تزيد عن مليون دجاجة. بالإضافة إلى ذلك، فهي أكبر منتج للبيض، بطاقة إنتاجية تتجاوز 1.5 مليون بيضة. وتستحوذ الشركة على حصة سوقية تبلغ 24.7%، تليها العلامة التجارية "اليوم"، وهي شركة تابعة لشركة المراعي، بنسبة 21.2%.
المراعي:
وهي شركة بارزة في إنتاج الألبان والأغذية في المملكة، وتعد ثاني أكبر منتج للدواجن في البلاد. وفي عام 2023، قُدِّر حجم مبيعاتها بأكثر من 200 ألف طن.
وفي إطار استراتيجيتها التوسعية، تخطط المراعي لزيادة إنتاجها من الدواجن بنسبة 35%، أي 450 مليون طائر بحلول عام 2027، مقارنة بنحو 250 مليون طائر حاليا. وتأتي هذه التوسعة في إطار استراتيجية استثمارية مدتها خمس سنوات بقيمة 4.8 مليار دولار أمريكي، جرى إطلاقها في مارس 2024، لتعزيز النمو والأداء المالي في قطاعات متعددة.


شركة التنمية الغذائية "تنمية":
تعد هذه الشركة ثالث أكبر منتج للدواجن في المملكة العربية السعودية، حيث بلغ حجم مبيعاتها 122 ألف طن في عام 2023. وقد وسعت الشركة حضورها في السوق الإقليمية، وأقامت شراكات استراتيجية لتعزيز قدراتها الإنتاجية. كما تخطط الشركة لتوسيع طاقتها الإنتاجية من الدواجن إلى أكثر من 370 مليون طائر.
كما شرعت الشركة في مبادرة رائدة بقيمة 44 مليون دولار أمريكي لتعزيز قدراتها في إنتاج الدواجن، ويتضمن هذا المشروع الطموح الذي ينفذ بالتعاون مع معهد تشنغدو الصيني للتصميم والبحوث بناء 100 مزرعة متطورة لتربية الدجاج اللاحم. ويمثل هذا المشروع توسعاً كبيراً في عمليات شركة التنمية الغذائية "تنمية" داخل المملكة، مما يؤهل الشركة لتعزيز إنتاجيتها وحضورها في السوق.

شركة المنجم للأغذية:
تُعد شركة المنجم للأغذية واحدة من أكبر شركات الأغذية في المملكة العربية السعودية، وتعمل في استيراد وتسويق وتوزيع وإنتاج المواد الغذائية المجمدة والمبردة والجافة. وتلعب دوراً هاماً في سوق الدواجن المجمدة من خلال أنشطتها في عمليات التوزيع.

شركة بلدي لتجارة الدواجن:
تهدف شركة بلدي، المعروفة بخططها التوسعية في الفترة الأخيرة، إلى زيادة إنتاج الدواجن بشكل كبير من خلال الاستثمار في مشروعات الفقاسات، ومرافق التشغيل المتعلقة بإنتاج الدواجن.
كما أعلنت شركة بلدي للدواجن عن خطة توسعية ضخمة باستثمارات تبلغ 1.14 مليار ريال سعودي (303 مليون دولار أمريكي) لزيادة إنتاج الدواجن بشكل كبير. وتتضمن الخطة التوسعة للشركة إنشاء وحدتين من الفقاسات، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 200 مليون صوص سنوياً، ومنشأة تجهيز قادرة على التعامل مع 500 ألف طائر يومياً. ومن المتوقع أن تعزز هذه المبادرة إنتاج الدواجن في المملكة العربية السعودية بشكل كبير وتتماشى مع الأهداف الوطنية للأمن الغذائي في المملكة.